رباعية الخسوف (البئر - الواحة - أخبار الطوفان الثاني - نداء الوقواق)

الجزء الأول (البئر) :

بعد موت تانس سليلة القمر التي انتقمت من الصحراء بتفجيرها النبع الذي روى عظام أخيها أطلانتس وغير وجه الأرض ، عادت الكواكب للتآمر على القمر ، فغمرت امبراطورية أطلانتيدا بالغبار ، وأبادت حضارتها الخرافية . بئر أطلانتس ظل تحت أمرة القمر فخضع لفترات نضوب ، مع خسوفه ، وظل بشر الصحراء الزرق الذين ارتضوا أغلى ثمن للحرية تحت جبروت الطبيعة وكهونتها .
لعنتها وقداستها ؛ ومن رمالها نسجوا حكاية نبالتهم وثوب أساطيرهم الجليلة وضمخوا ماءها النادر بدمائهم الساخنة .
بعد عشرات ألوف السنين نفذت الصحراء انتقامها الأخير . نضب البئر . فهل تعود تانس أم أن اللعنة حلت الى الأبد ؟
البئر هي الحركة الأولى في رباعية الخسوف وهي ملحمة تدمج الحاضر بالأسطورة ، وتحقق المعادلة الصعبة بين الأصالة والمعاصرة ، في رؤي تسائل التاريخ وتمسح زمنا يقارب القرن بمنظار مكبر وبرؤية فكرية واسعة ، لتضع كاتبها بين أهم الروائيين العرب المعاصرين .

الجزء الثاني (الواحة ): 

الواحة هي الاستقرار ، غير أن في الاستقرار عبودي ، تشد الى الأرض والبيوت والأشياء ، وفي نظر الصحراوي أن كل تلك أمور صنعها الناس بأنفسهم ثم عبدوها مسمين عبوديتهم استقرارا .
تخرج الواحة إذن من معناها التقليدي وتغدو للصحراوي مقدمة لتنازل عن الحرية . أمود يترك الواحة ويذهب للموت في الصحراء ، أما الباقون الهاربون من لعنة العطش بعد نضوب بئر اطلانتس فتحل عليهم عذابات أشد وأقسى . المطر لا يتآمر على الشيخ غوما ، وباتا تسرق آيس ، ويضطر الناس الى الهجرة من الواحة من جديد .
كل ذلك في خلفية من أحداث ترتبط بالاستعمار العثماني وبداية الاحتلال الإيطالي وتأثيرات هذه الحوادث على الواحة والقبيلة .

الجزء الثالث (أخبار الطوفان الثاني) :

الماء يطهر الأرض من الظلمة والأشرار ويبقى القلة المجاهدة والمؤمنة ، هذه الموضوعية الميثولوجية القديمة تتكرر مع قبيلة امنغساتن وشيخها غوما ولكن بجمالية ثرة وتفاصيل روائية تغني الأسطورة العتيقة قدم البشرية .
يلتحم السحري بالتاريخ لتتم مقاربة أحداث العدوان الإيطالي على الصحراء والساحل الليبين ، وتنجدل العناصر الطبيعية بحوادث التاريخ فينفجر غطاء الإسمنت وتطوف المياه لتهلك واحة آدرار بمن فيها ، فيما تنجو القبيلة بفضل حكمة زعيممها بعد أن تتطهرت من عبودية المكان ، وملكية الأشياء

الجزء الرابع (نداء الوقواق):

"نداء الوقواق " خاتمة رباعية الخسوف .
تتجمع عواصف الأحداث وبؤرها بعد توزعها في ألوان موشور واسع . تتضح الأسرار وتتبلور معاني الرحلة العظيمة للإنسان .
هل تعبر المصائر التراجيدية التي يقود الروائي شخصياته اليها عن اتجاه فلسفي أم هي خط بياني لانقراض الحقيقة وغرق البشرية في هدير قادم أشد سوادا من الموت بمعناه الحسي ؟
إشارات الرواية الفكرية تبقى مفتوحة وعرضها لفترة كبيرة من تاريخ الصحراء يحتفظ بأهميته على الصعيد الاجتماعي – الثقافي . ومثل مايسترو لأوركسترا ضخمة ينهي ابراهيم الكوني رباعيته بزخم نفسي هائل ومشاهد لاتنسى .

سلسلة رباعية الخسوف (البئر - الواحة - أخبار الطوفان الثاني - نداء الوقواق) من تأليف إبراهيم الكوني والحقوق الفكرية والأدبية للسلسلة محفوظة للمؤلف

فى حالة وجود مشكلة متعلقة بالملكية الفكرية للسلسلة الرجاء إبلاغ إدارة الموقع من خلال أحد الروابط التالية